الخميس، 7 فبراير 2019

تاريخ صناعة السفن (الجزء الحادي عشر)

تاريخ صناعة السفن (الجزء الحادي عشر)



السفن الدوَّارة
تحمل حاويات قواعدها مثبتة على إطار من العجلات كقاطرة الشاحنة. ولهذه السفينة فتحةٌ
خلفيةٌ وفتحاتٌ جانبية، ويقود عمال أحواض السفن هذه الحاويات عبر متسلقات متدرجة إلى السفينة، ومن ثم
توضع الحاويات في أماكنها المخصصة لها باستخدام متسلقاتٍ أو مصاعد موجودة داخل السفينة.كذلك تحمل
السفن الدوارة السيارات والحافلات والعربات التي تُستخدم مساكن، والشاحنات وأيَّ بضائع أخرى يمكن أن
تُرفع بالمتسلقات المتدرجة على السفينة. وقد أدخلت الشركة العالمية خط حاويات الأطلسي إلى الخدمة عام
١٩٨٧م أضخم السفن الدوارة في العالم. ويبلغ طول السفينة الواحدة من السفن الخمس التي تمتلكها ٢٩٢م
ويمكنها طيّ ١٨ عقدة بحرية، وآل منها يمكنه حمل 1000 حاوية طول الواحدة منها ١٢م، ونحو 1000
سيارة وشاحنة.


تحديث الموانئ
تتطلب سفن الحاويات تسهيلات مرفئية خاصة، ويجري بناء الموانئ أو تحديثها على نظام عالمي للتعامل مع
هذه السفن. وتضم التسهيلات الجديدة رافعات عملاقةً وتجهيزات أخرى للرفع لأن لسفن الحاويات قليلاً من
أجهزة رفع الأثقال وقد لا يكون بها أجهزةٌ من هذا النوع على الإطلاق. وفي الميناء، تحتاج هذه السفن إلى
مساحات شاسعة ومفتوحة لتسع آلاف الحاويات التي تكون بانتظار شحنها أو رفعها. وأكثر الموانئ تقدمًا
تستخدم الحواسيب في توزيع مساحات الشحن والرفع.


نـاقلات النـفط
ناقلات النفط من بين السفن الأولى التي تم تصميمها لحمل نوع واحد من البضائع وهو النفط، ولقد حملت
السفن السابقة النفط في براميل أو في أحواض ضخمة. وفي عام ١٨٧٨م، أعدَّ السويدي لدوينغ نوبل سفينةً
هي الحوض الواحد الضخم نفسه، ونوبل هو شقيق ألفرد نوبل مؤسس جوائز نوبل الشهيرة، ولقد حملت
ناقلته النفط من حقول باكو، عاصمة أذربيجان الآن، عبر بحر قزوين.
وفي عام ١٨٨٥م، تم إعداد أول ناقلة عابرة للمحيطات هي جلو كاف، وقد قامت هذه السفينة التي بُنيت في
بريطانيا لصالح شركة نفط ألمانية بنقل النفط من الولايات المتحدة إلى أوروبا. وأصبحت هذه الناقلة النموذج
لجميع ناقلات النفط اللاحقة .وتحتوي مساحة التخزين على ثمانية أحواضٍ كبيرة. كما وضعت حجرة المحرك
في المؤخرة لتقليل خطر الحريق. يبلغ طول هذه السفينة ٩٠م ويبلغ عرضها ١١م وتحمل 2090 طنًا متريًا
من النفط وتستطيع السير بسرعة ٩ عُقَد بحرية.
واليوم، فإن الناقلات الضخمة التي تسمى غالبًا ناقلات النفط الضخمة قد بلغت من الطول أكثر من ٤٥٧م ومن
العرض ٦٠ م. وباستطاعتها حمل أكثر من 450000 طن متري من النفط ويمكنها طي ١٥ عقدة بحرية
تقريبًا. ومن الناحية الفنية فإنه يمكن تصميم ناقلات أكبر من هذه الناقلات ولكن فائدة مثل هذه السفن العملاقة
تتحدَّد فقط في الرحلات الطويلة. وأغلبها مستخدم في نقل النفط من الشرق الأوسط إلى أوروبا واليابان.
وتحمل معظم ناقلات النفط مادة النفط، إلا أن بعض هذه الناقلات تم تصميمه لحمل أنواعٍ أخرى من البضائع
السائلة مثل الغاز الطبيعي السائل.


انظر :الناقلة .وهناك بعض السفن تسمى ناقلات النفط الخام بإمكانها أن تُستخدم ناقلات للنفط أو للشحنات الجافة. وسيتم تناول هذا النوع من السفن في الجزء التالي من هذه المقالة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق