الخميس، 7 فبراير 2019

تاريخ صناعة السفن (الجزء الثامن)

تاريخ صناعة السفن (الجزء الثامن)




سـفن اليـوم :-

حتى أواخر أربعينيات القرن العشرين، كانت ملكات البحر من السفن هي عابرات المحيطات من سفن نقل
الركاب العملاقة. وقد بنت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا معظم هذه الفنادق الكبيرة العائمة. وركزت سفن
الركاب على توفير الرفاهية والخدمات، إضافةً إلى وجود الأرضيات المصنوعة من الخشب على متونها،
وأطقم غرف الآلات، والأعداد الكبيرة من البحارة العاملين بغرف القيادة، وغرف تناول الطعام، والطباخين
والخبازين وعمال الخدمات الآخرين العاملين بالسفن.


فبدءًا من أواخر أربعينيات القرن العشرين، بدأت الطائرات في نقل أعداد متزايدة من المسافرين عبر البحار.
وتوجد اليوم أعداد قليلة نسبيًا من سفن الركاب تجوب المحيطات بينما أضحت سفن شحن البضائع العملاقة
ملكات البحر. وتميزت هذه السفن بالكفاءة وبفوائدها الاقتصادية.
وصارت أحجام سفن الشحن تكبر مع مرور الزمن، والواقع أن ذلك يُعزى في المقام الأول لأسباب اقتصادية.
ودلالةً على ذلك، وجد أرباب السفن أن من الأرخص لهم نقل 91000 طن متري من النفط في ناقلة واحدة
ضخمة بدلاً من استخدام خمس سفن حمولة كلّ واحدة منها 18000 طن متري. ولأسباب اقتصادية أيضًا،
صمّم بناؤو السفن ناقلات يمكن شحنها وتفريغها خلال زمن وجيز باستخدام أقل عدد من العمال. إضافةً إلى
ذلك، أخذ عدد السفن ذاتية الدفع يزداد باطراد بحيث يمكن تسييرها بوساطة بحارة تتناقص أعدادهم باستمرار.


سفن الركاب :-

كانت أولى السفن التي اهتمت براحة الركاب هي السفن التي كانت تنقل البريد والرسائل والسلع في مواعيد
منتظمة، والتي بدأت تعبر المحيط الأطلسي في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. ومنذ ذلك الحين،
وباستمرار، قدَّمت شركات السفن خدمات للركاب ظلت تتطوَّر من أفضل إلى أفضل. وعندما تحوَّلت من
الأشرعة إلى الطاقة البخارية خلال القرن التاسع عشر الميلادي، قدمت الشركات البريطانية أفضل خدمات
السكن والترويح للمسافرين وذلك في المقام الأول بفضل تصميم برونل الممتاز للسفن.


سفن المحيطات :-


بحلول أوائل القرن العشرين، جاء عصر أشهر وأكبر سفن المحيطات، وقد بلغت أوجها في الثلاثينيات من
القرن العشرين وذلك بتدشين ثلاث من أفخم السفن التي بُنيت وهي سفن نورمندي الفرنسية، وكوين ميري
وكوين إليزابيث البريطانيتين .وبلغ طول كل واحدة من هذه السفن العملاقة ٣٠٠م تقريبًا، وكانت تعبر المحيط
الأطلسي في مدة تتجاوز أربعة أيام بقليل. وفي عام ١٩٤٢م، احترقت السفينة نورمندي بينما كانت ترسو في
ميناء نيويورك.


ظلت معديات السيارات تحمل لسنوات عديدة السيارات والركاب وعربات السكك الحديدية عبر الموانئ
والبحيرات والأنهار وغير ذلك من المسطَّحات المائية الصغيرة، شأنها في ذلك شأن سفن البضائع، وأصبحت
المعديات أكبر في أحجامها. واليوم تعبر المعديات الكبيرة مسطحات مائية كبيرة مثل بحار الأدرياتيكي
والبلطيق والقنال الإنجليزي .وبإمكان المعديات الكبيرة أن تحمل ٨٠٠ راكب و٣٦٠ سيارة. وهي تحتوي على
غرف تناول الطعام وردهات وغيرها.

وتسير بعضها رحلات ليلية وبها حجرات خاصة لمعظم الركاب.
توفِّر السفن الطائرة النقل السريع للمسافات القصيرة نسبيًا. وهي تُرَكب على رقائق معدنية (أجنحة تنزلق
بسرعة قرب سطح الماء). ويبقى جسم المركبة خارج الماء آليًا وبذا يقلل الاحتكاك الذي تسببه مقاومة الماء.
وبإمكان المركبات ذات الرقائق المجنَّحة الوصول إلى سرعة تزيد على ٨٠ عقدة بحرية. وقد عملت هذه
المركبات على نقل الركاب عبر القنال الإنجليزي وعلى نهر النيل بمصر وعبر مضيق مسينا بإيطاليا وعبر
مسطَّحات مائية في أجزاء عديدة من العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق